اللافتة


اللافتة
ما أكثر اللافتات غير الملفتة
وكأنها وضعت لكائنات أخرى غيرنا
علبة السجائر مكتوب عليها بالبنط الكبير (التدخين ضار جداً بالصحة) تلك العبارة المحذرة المنبهة .. لا يلتفت لها ولا يهتم بها أحد
صناديق القمامة مكتوب عليها (اهتم بنظافة بلدك ـ النظافة من الإيمان) ويصر الجميع على إلقاء مخلفاتهم كيفما اتفق فى أى مكان .. فلربما وضعت اللافتة للقطط والصراصير والجرزان
استلمت أول أمنس عملى فى صعيد مصر
فاستقبلنى الكرام بأكواب الشاى
شربت منها مائة ويصرون على أن أتناول المزيد فالشاى فى نظرهم مفيد
كانت حكمة الصباح فى الإذاعة المدرسية (مازاد عن حده انقلب إلى ضده) نظرت ملياً للمعلم الذى ألقى بتلك الحكمة فوجدته المضيف الذى استقبلنى واحتفى بى على طريقة (إشرب .. لازم تشرب)
وضعت على باب المدرسة لافتة مكتوب عليها (أرجوكم لاتشربوا الشاى)
لم يلتفت أحد لتلك اللافتة بل راحوا يتهكمون عليها ويتحدونها بشرب المزيد والمزيد
فلم أجد بداً من عمل دراسة علمية عن المضار الصحية التى يسببها الإكثار فى تناول مشرب الشاى .. وطبعتها .. ووزعتها على المعلمين والطلاب ..
ومن يومها وهم يطلقون علىَّ لقباً أعتز به وأفخر: (عدو الشاى) بلا منازع!