-->
تفاعل
من شرفة منزلى المطل
على ميدان الثورة رحت أرقب المشهد المتكرر أسبوعياً .. حشود مليونية تعلن رفضها
للفساد وتمردها على القمع ومطالبتها بتصحيح المسار وتطهير المؤسسات ...
ولا مجيب
ارتفع سقف المطالبات
إلى مداه متمثلاً فى ضرورة خلع النظام كله ... والتصميم على ذلك تصميماً أكيداً
بعد لحظات أصابنى
الذعر والهلع
عاصفة لم أشهد لها
مثيلاً من قبل اجتاحت البلاد فاقتلعت الأشجار من جذورها وقلبت السيارات وحملت
بعضها لمسافات بعيدة .. وأوقعت حالات وفيات
دار بينى وبين نفسى
حواراً :
ـ أهذه عدوى الثورة
انتقلت إلى الطبيعة ؟
ـ ربما .. ألا ترى
أننا ظلمناها هى الأخرى كثيراً
ـ كيف نظلمها وهى
المتحكمة فينا ؟!
ـ تبوير الأرض
الزراعية أليس اعتداءاً على الطبيعة ؟! .. الأدخنة المتصاعدة من المصانع أليست
اعتداءات على الطبيعة ؟! .. تلويت مياه البحار والأنهار بالمخلفات الكيميائية
والعضوية أليست اعتداءات سافرة على الطبيعة ؟!
ـ بلى صدقت ... إنها
الطبيعة تخرج عن صمتها وتعلن عصيانها وتمردها على القهر والظلم والفساد .. وتطالب
هى الأخرى بتغيير النظام
