القيمة المفقودة


القيمة المفقودة
للعمل قيمة وللأخلاق قيمة وللإنسان قيمة والأمة القيمة هى الأمة العادلة المستقيمة ...
تلك هى العبارة الحكيمة التى يرددها على الدوام الأستاذ همام .. منذ أن جاء من المدينة وحل بيننا معلماً بمدرسة القرية حتى الآن ...
وهو فى مقارناته بين سلوكيات أهل المدن وأهل القرى كان ينحاز للأخيرة انحيازاً تاماً
فاحترام الصغير للكبير .. وعطف الكبير على الصغير .. وروح الألفة والانسجام .. والشهامة والمروءة .. وغيرها من الصفات والمواصفات هى ما جعلت أستاذنا يتمسك بالبقاء فى قريتنا بل ويرتبط بالزواج من إحدى فتياتها ...
غير أن دوام الحال من المحال .. فقد غزت المدنية والحضارة .. كل شارع وحارة .. حتى انهارت تلك العلاقة الحميمة .. وتلك السكينة والطمأنينة .. وحل محلها روح الأنانية والعداء .. والكراهية والحقد والبغضاء
لم يعد لقريتنا الحبيبة وجود .. بعد أن حل بها مسخ لكائنات بشرية تعتمد على همجية التصرقات .. ولا تعرف معنى للسلوكيات الرشيدة ولا للأخلاق الحميدة..
فما كان من أستاذنا العظيم إلا أن ردد قول أمير الشعراء :
إنما الأمم الأخلاق مابقيت .. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا