المُعلم


المُعلم
تفتح الكوارث والأزمات النار .. أجلس وأحتار ... أدخل فى دوامة الأفكار .. فينقذنى الإله ... بهدية من عطاياه  .. تخرجنى مما أنا فيه ...
برؤية وروية .. أتأمل تلك الهدية فأخاف
أصاب بهلع وارتجاف : "اللهم احفظنا يارحمن يارحيم"
(غراب البين) ؟!!..(غراب البين)؟!! رمز المصائب اللعين ؟!!
فيأتينى من عالم الغربان من يهدىء روعى
ويحاول التخفيف من خوفى وهلعى :
ـ لا تنس أيها الإنسان أن عالم الغربان هو الذى علمكم كيف توارون سوءاتكم .. فهل من الوفاء أن تعادونا وتطلقون علينا ماليس فينا ؟!
أعتذر إليه اعتذاراً جميلاً .. وأطلب منه دليلاً على تقدمهم علينا فى ميزان العدالة ...
فيجيب بثقة وثبات :
ـ نحن جماعة الغربان نحقق بيننا العدل والأمان .. ليسود الحب والوئام .. نقضى بالإقساط ونرفض الظلم ونؤثر الإنصاف .. نفصل بين متنازعينا بكل موضوعية وشفافية .. فلا مجال للأهواء ولا تدخل للغرباء .. أمامنا الآن قضية كبرى وهى قضية تحرش .. فهى عندنا ـ كما عند الإنسان ـ حرام.. الحكم عندنا فيها هو الإعدام ... فالمتهم فى هذه الجريمة الشنعاء يخضع بوضوح وجلاء للعقوبة المشار إليها دونما محاباة أو حيد عن الطريق السواء ..
ـ كيف تنفذون هذا الحكم عليه ؟
ـ تقوم جماعة الغربان بتمزيق جسمه إرباً إرباً بانتقام .. ثم يحفرون مكانا لدفنه ويهيلون عليه التراب الحام..
نظر الغراب لى باستغراب عندما رأى على وجهى علامات الإعجاب .. وقال :
ـ أليس القضاء عندكم مثلنا .. يتمتع بالاستقلال التام دون تدخل من سلطة الحكام ؟
فالتزمت الصمت التام .