باب النفق


باب  النفق
ـ المتربصون بنا لن يتركونا فى حالنا ..
بأسى وحزن بالغ نطق الشيخ همام بهذه العبارة .. التى التقطها الصحفى ليضعها عنواناً لتحقيق يجريه لحساب جريدته الشهيرة .. ثم راح يسأل .. والشيخ همام يجيب :
ـ ماذا تقصد بعبارتك على وجه التحديد ؟
ـ أقصد أن الحرب التى بيننا وبين عدونا لم تنته بوقف الآلة العسكرية عن القتال .. لأنها انتقلت إلى حرب أخرى يشنها العدو علينا بدهاء ومكر وخديعة
ازداد تشوق الصحفى لمعرفة تفاصيل أكثر ...
انتفض محدثه فجأة وذهب دون استئذان
وقع الصحفى فى حيرة .. لم تدم طويلاً .. فقد عاد الشيخ حاملاً علبة مبيدات زراعية .. ناولها له وسأله :
ـ ما الذى بداخل هذه العلبة ؟
قرأ المكتوب عليها وأجاب :
ـ إنه نوع من أنواع المبيدات الزراعية .. أليس كذلك ؟!
ضحك الشيخ بمرارة .. معترضاً على إجابته الساذجة ..
فظن الصحفى أنها معبأة بمواد مخدرة والكتابة التى عليها للتمويه ..
قال الشيخ :
ـ إن ما بها هو أخطر من المخدرات
ـ أرحنى .. ولا تحول حوارنا إلى ألغاز .. ما الذى بداخل العلبة يرحمك الله ؟
ـ اهدأ يا أخى .. إنها مبيدات زراعية لكنها محظور استخدامها دولياً .. فهى تؤدى إلى تسميم الزراعات بمواد مسرطنة مهلكة
ـ ومن الذى يسمح باستيرادها وتداولها .. وهناك جهات رقابية عديدة مهمتها فحص الواردات ؟
ـ الذى يسمح بهذا هم أصحاب الضمائر التى سقطت سهواً فى مستنقع الفساد ..
ـ سبق أن قلت أن عدونا هو الذى يحاربنا بهذا السلاح الآن .. فمن أى موضع ينفذ والحدود بيننا وبينه مغلقة الآن ؟
نظر إلى  باب أحد الأنفاق وقد انتابته عصبية شديدة وقال :
من هنا يأتى البلاء .