أزمة ضمير


أزمة ضمير
ضربه ضرباً مبرحاً وحمله مالا يطيق
نهق ومن قسوة آلامه نطق :
ـ يا صاحبى وساحبى ومجهدى.. أين الشفقة والرحمة ؟!
نظر إليه شذراً وصاح فيه بتكبر واستعلاء :
ـ واجبى نحوك توفير المأكل والمشرب .. وحقى عندك أن تسمع كلامى وتنفذ تعليماتى دونما تردد أو تمرد .. أم أنك تريد أن أمنحك حقك وتمنعنى حقى ؟!
ـ إننى أعرف واجبى نحوك وأقوم به على أكمل وجه .. لكن صمتى الدائم ورضائى بالذل والهوان جعلك تتمادى فى غيك .. فهل من حقك أن تضربنى ؟! .. هل من حقك أن تحملنى مالا أطيق وأصمت ؟! ..
بغيظ شديد رد عليه :
ـ شىء عجيب والله .. كيف لك أن تناقشنى وتعترض على أوامرى .. وتسفه رأيى .. أنسيت من أنا ومن أنت ؟! .. اصمت ولا تتكلم وإلا قطعت لسانك .
ـ نعم سأصمت فقسوتك وعنفك معى وقهرك لى ليس سوى إسلوب حياة من باعوا ضمائرهم من بنى البشر فاستحلوا كل شىء فى سبيل مصلحتهم الأنانية .. فماذا يمثل هذا الظلم الواقع علىَّ بالقياس بمتاجرتكم فى أعضاء إخوانكم.. ونسيانكم أو تناسيكم لكون الإنسان على أعضائه مؤتمن وليس من حقه أن يبيعها ويقبض الثمن وهى لديكم أمانة نُسألون عنها يوم القيامة...
ثم سأله بشفقة وحزن راثياً حاله :
ـ هل رأيت فى عالمنا من يفعل مثلما تفعلون ؟! ..
رفع عصاه فى وجهه
فالتزم الصمت ..