دنيا العذاب

-->
دنيا العذاب
يالها من مفارقة
عقيل: هذا الشاب الحكيم الوسيم أضحى نزيلاً بمستشفى الأمراض العقلية
هاهو يجلس بهدوء وطمأنينة وراحة نفسية وسكينة ممارساً هوايته الأثيرة الجميلة التى يحاكى فيها الأشجار والزهور ويرسم العصافير والطيور التى يراها بعينه الدقيقة ويصورها بريشته الرشيقة فى لوحات رائعة أنيقة ..
يشعر الآن برغبة ملحة فى الاستمتاع بالطبيعة الحرة بالبحر وسحره والشارع وحركته والتواصل مع الآخرين .. بعيداً عن هذا الهدوء القاتل فى هذا السجن اللعين ...
يستطيع الهروب والخروج إلى دنيا العاقلين
يطلق لساقيه العنان .. يتنفس الحرية التى حرم منها سنيناً ..
يلتقط أنفاسه بالقرب من كشك للعصائر والمرطبات
يرقبه صاحب الكشك
يقترب منه .. يسأله عن اسمه ووجهته
يحكى له ماكان
يعطف عليه .. يوفر له الطعام والشراب والمنام
لم يمض كثير وقت حتى رأى حشد كبير من البشر يحملون اللافتات ويرددون الشعارات بأصوات الميكرفونات ...
كر ... وفر
حجارة واشتباكات بينهم وبين رجال الأمن
طلقات قنابل مسيلة للدموع يقابلها زجاجات مولوتوف
تشتعل الحرائق فى كل مكان
يكاد عقيل أن يفقد عقله بشكل حقيقى بسبب تلك المشاهد الجنونية
يسرع الخطى نحو قسم الشرطة طالباً العودة إلى عالمه الوديع ومرسمه البديع .. بعيداً عن هذا الجنون .. بعيداً عن هذه الفوضى وهذا الخراب ... بعيداً عن دنيا العذاب